في 20 أيار 2011 في جلسته العامة ووجود مجموعة من الشتات الشركسي اعترف البرلمان الجورجي بالإجماع بالإبادة الجماعية للشعب الشركسي وأدان الجرائم التي ارتكبتها الإمبراطورية الروسية خلال الحرب الروسية الشركسية من 1763-1864 ، وكذلك الأعمال اللاإنسانية والتي أدت إلى قتل وتهجير مئات الآلاف من الناس في وطنهم
وقد اتخذ ذلك القرار المهم والمحفوف بالمخاطر بناءا على طلب من المنظمات العامة الشركسية والذي يهدف إلى استعادة العدالة التاريخية ، والأهم من ذلك ، لاستبعاد إجراءات مماثلة ومنع حدوثها في المستقبل.
ولتحقيق الأثر المحتمل لاعتماد هذا القانون ، ناشدت الهيئة التشريعية العليا في البلاد ( برلمان جورجيا ) المجتمع الدولي بالاعتراف بحق الملايين من الشعب الشركسي المنتشرون في جميع أنحاء العالم بالعودة إلى وطنهم التاريخي.
وكان هذا القرار الجريء من البرلمان الجورجي الذي اعتمد في مرحلة حساسة جدا من تطور الدولة الجورجية مفاجأة ليس فقط للأوساط السياسية من الدول الرائدة ولكن أيضا لقادة المنظمات العامة الشركسية الذين كانوا يعملون على القضية منذ سنوات , وفي شهر أيار المنصرم طلب العديد منهم من برلمان جورجيا هذا الامر.
نداءات مع نفس الطلب تم إرسالها أكثر من مرة إلى بلدان أوروبا وآسيا والولايات المتحدة ، بما في ذلك روسيا ولكن قادة تلك الدول يفضلون الصمت للحؤول من تفاقم العلاقات مع روسيا
اما تركيا التي تعيش فيها اكبر نسبة شركس الشتات الذين هجروا من ارضهم والذين يعدون بالملايين استقبلت القرار الجورجي بالصمت مع التقدير.
المجتمع الدولي ينتظر باهتمام كبير ردة فعل روسيا التي من جانبها لم تعلن عن موقفها بعد وتلتزم الصمت بحيرة .
ولكن فجأة كسر هذا الصمت في عاصمة جمهورية أديغيا ( مايكوب ) وافيد انه في 29 أيار المنصرم انعقد اجتماع لمجلس تنسيق المنظمات الشركسية الغير حكومية بمبادرة من ابراهيم ياغان من الجمعية الشركسية ( الخاسه) من نالتشيك وكان الموضوع الرئيس للاجتماع قضية العودة الشركسية والمساعدة على هذا الامر.
للوهلة الأولى , كان الانطباع بأن المجلس التنسيقي للمنظمات الشركسية لا ينوي تقديم أي تقييم لقرار جورجيا الذي اعتمد في 20 ايار ,ولكن رسالة الشكرالتي وجهت إلى البرلمان الجورجي من ثماني منظمات غير حكومية شركسية والتي تم توقيعها في 29 ايار في مايكوب تشير الى ان احد اهم القضايا للمجلس التنسيقي ايضا هو اعتراف برلمان جورجيا بالابادة الجماعية ضد الشعب الشركسي , وبعد مناقشات عديدة قرر رؤساء المنظمات الشركسية اعلان الرسالة التي سوف يكون لها اصداء ليس فقط عند المنظمات الشركسية ولكن عند الشركس ايضا.
والرسالة تتضمن :
" بالنيابة عن الشعب الشركسي نبعث جزيل الشكر والامتنان الى برلمان جورجيا وشعب جورجيا الذين اخذوا اكبر قضية مأساوية للشعب الشركسي واعطوها التقييم العادل .
بالنيابة عن الشعب الشركسي نشكركم على وجهة النظر المنصفة في إحدى اكثر الصفحات مأساوية في تاريخ البشرية ( الابادة الجماعية الشركسية ) وتبنيكم القرار العادل.
من خلال الاعتراف من قبل البرلمان الجورجي , وصلت المناقشات حول مشاكل الشعب الشركسي الى مستوى نوعي جديد وهذه هي الخطوة الأولى نحو استعادة العدالة التاريخية وإعادة توحيد الشعب الشركسي في وطنهم التاريخي.
من خلال الاعتراف بإبادة الشركس , يمكنكم المساهمة في منع حدوث مآس مماثلة في المستقبل واستبعاد الاعمال اللاإنسانية ضد هذا الشعب.
و هذا القرار التاريخي للبرلمان الجورجي , يساعد على التمسك باستمرار على القيم العالمية ويسهم ايضا فى السلام والتنمية المستدامة في شمال القوقاز "
و مسألة الاعتراف بالابادة الجماعية للشعب الشركسي ظهرت اول مرة في 7 شباط من العام 1992 عندما اعتمد برلمان جمهورية كباردينا – بلقاريا هذا القرار . اما برلمان جمهورية الاديغي ناشد مجلس الدوما الروسي بالاعتراف بابادة الشركس وايضا قامت المنظمات الشركسية المختلفة باثارة القضية امام الامم المتحدة والبرلمان الاوروبي والقيادة الروسية , ولكن تلك الرسائل تم مناقشتها بشكل عام.
وفي العام 1997 حاولت ابخازيا ان تضفي صفة الابادة للتمرد عام 1866 , ولكن وبالنظر إلى الوضع الراهن فان من المشكوك فيه ان تسمح روسيا للابخازيين او لاي احد شعوب شمال القفقاس في التعبير عن رأيهم وموقفهم من السابقة التي قام بها برلمان جورجيا في 20 ايار من العام 2011 المنصرم.
كعضوة في الامم المتحدة واكثر الدول النشطة في السياسة القفقاسية , جورجيا كانت الدولة الاولى التي عبرت عن موقفها الثابت في استعادة العدالة التاريخية للقضية الكثر ايلاما للشعب الشركسي.
من سيكون التالي؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق