بقلم: علي محمد كشت
الورقة الرابعة:
وتتمثل في مجموعة القرارات التي تمكن القوميين الشراكسة
من انتزاعها من الدولة الروسية مثل قرار المجلس الأعلى
لجمهورية القبردي في 7 فبراير 1992 والذي يحمل رقم 977–12 "بشأن إدانة الإبادة
الجماعية للأديغا (الشراكسة) أثناء الحرب الروسية القوقازية”، وأعيد إقراره في عام
1994، وقرار جمهورية الاديغية رقم 64-1 الصادر في 29 أبريل 1996 من قبل رئيس جمهورية أديغيا ومجلس
الدولة لجمهورية أديغيا – خاسا مطالبا مجلس الدوما الروسي بالاعتراف الرسمي بالإبادة
الجماعية لشعب الأديغا (الشعب الشركسي) خلال الحرب القوقازية، كذلك الببان الرئاسي
الصادر في 18 مايو/أيار 1994 من قبل رئيس الاتحاد الروسي بوريس يلتسين "إلى شعوب
القوقاز”، هذه القرارات تتعلق بالابادة الجماعية الشركسية صادرة عن هياكل تشريعية
تنظيمية هي جزء من منظومة الدولة الروسية وبالتالي وكونها مؤسسات دستورية فان
قراراتها لها تبعات سواء قانونية او سياسية او حتى دستورية على الدولة الروسية ،
اي ان هذه القرارات تجبر الحكومة الروسية بشكل او باخر على التعامل مع هذه القضية
ومعالجتها ضمن الاطر القانونية والدستورية في روسيا ، ولغاية الان لم تتم دراسة نتائج
هذه القرارات واثرها على النظام الروسي الحالي كونها جزء منه من الناحية الدستورية
، ويلاحظ مدى اهمية هذه القرارات فاذا كان الشراكسة يطالبوا بالاعتراف بالابادة
الجماعية من قبل الحكومة الروسية فهناك مستند قوي لهذا الاعتراف بل يمكن اعتباره
اعتراف بحد ذاته كونه صادر عن مؤسسة تشريعية هي جزء من النظام الروسي، اعتماد مثل
هذه القرارات في الخطاب الشركسي يزيد من قوته وواقعيته وتأثيره حتى في المحافل
الدولية، وهناك قرار اخر يعتبر انجاز تاريخي للشراكسة وهو قرار رقم 690 الصادر في 3 يوليو 1998 بشأن الإجراءات
العاجلة في دعم حكومي لإعادة توطين الأديغا (الشراكسة) من مقاطعة كوسوفو في جمهورية
يوغوسلافيا الاتحادية في جمهورية أديغيا”، إصدار مثل هذا القرار في الوقت الحالي أمر
ضروري أيضا بسبب الحاجة إلى إيجاد حل لجملة من القضايا المعقدة التنظيمية والتقنية
والإدارية والمالية المرتبطة بإعادة التوطين الطوعي في الاتحاد الروسي لعدد من العائدين
الشراكسة الفارين من الازمة السورية ، والقيام بترتيب أوضاعهم الاجتماعية ودمجهم في
البيئة الاجتماعية والثقافية الروسية، اذا هناك قرارات "روسية" متخذة
سابقاً وهي تشكل سوابق قانونية وسياسية متميزة تعطي الموقف الشركسي الكثير من
القوة والاقناع والقدرة على فرض مطالبه داخل الدولة الروسية.
خلاصة
القول ان الشراكسة قادرين على القيام بالضغط على صانع القرار الروسي من الداخل وهي
الطريقة الافضل بدلا من الاعتماد على مغامرات خارجية رعناء تدخل في حسابات
المؤامرة الغربية على روسيا وتشكل ذريعة جيدة لها لرفض اي معالجات او مطالب من هذه
الجهات في ظل مجموعة القوانين التي اصدرت في السنوات الاخيرة فان اي تمويل او
اتصال بين الافراد او المنظمات في روسيا مع نظراء لها في الخارج يمكن ان يندرج تحت
بنود قوانين مكافحة الارهاب هذه وبالتالي فان اي تحرك شركسي للضغط على موسكو من
السهل جعله يبدو على انه مؤامرة على الدولة الروسية والاشد خطورة هنا انه لا يمكن
لاي جهة شركسية في القفقاس ان تتبناه مطلقاً خوفا من الملاحقة القضائية، الا ان ما
ذكر اعلاه هي الاوراق المؤثرة الحقيقة المتوفرة بيد الشراكسة لغاية الان ، والتي
اثبتت فعاليتها ونجاحها سابقا كما تم الاشارة اليه، ان المحاولات لاحداث ضغوطات
خارجية على موسكو غير فعالة في الوقت الحالي والعشرة اعوام الماضية اثبتت صعوبة
احداث اي تغيير في السياسة الروسية بفعل عامل خارجي، وبالتالي فان ما يتوفر من
اوراق ضغط داخل النظام الداخلي الروسي ذاته هو الورقة الرابحة في الوقت الراهن
والمقبولة لدى شريحة واسعة من الشراكسة.
ان الجمعية الشركسية العالمية هي " حصان طروادة" الذي يمكن للشراكسة
من نقل العمل القومي الشركسي في المهجر الى داخل
الدولة الروسية، هي سلاح ذو حدين يمكن ان تستخدم بشكل قومي فتصبح ورقة ضغط
ناجحة او تترك وتهمل وتصبح عامل سلبي ، هذه المنظمة هي نقطة العبور الامنة ان صح
التعبير للشراكسة هي قناة قانونية تسمح للشراكسة في المهجر بالتعبير عن اراءهم
فيما يتعلق بالتطورات والتحديات التي تواجه الشعب الشركسي سواء في الوطن او
المهجر، وهي ايضاً قناة الاتصال الرسمية الوحيدة لنقل تطلعات ومشاكل الشراكسة في
المهجر الى الوطن، بدون الجمعية الشركسية العالمية جميع شراكسة المهجر هم وحسب
القانون الروسي غرباء يحملون جنسيات اخرى ويحاولون تنفيذ اجندة غربية ، ولذلك فان
الجمعية الشركسية العالمية هي الدليل الوحيد على شرعية العلاقة بين شراكسة المهجر
والوطن كونها تضم كما ذكرنا جمعيات ومنظمات منهم ومعترف بها من قبل السلطات
الروسية.
ان انهيار الجمعية الشركسية العالمية هدف
ومطلب روسي ملح حالياً وذلك خوفا من تدارك الشراكسة لهذه الثغرة الموجودة في
الستار الحديدي التي اشرنا اليها سابقا، ان وصول قيادات قومية لرئاسة الجمعيات
الشركسية في الخارج والتي هي من اعضاء الجمعية الشركسية العالمية يعني نقل المطالب
الشركسية الى الداخل الروسي بشكل قانوني ومن خلال قنوات رسمية وهذا ما سيجعل صانع
القرار الروسي مضطر اما للدخول في تصادم لا يحمد عقباه او التوجه نحو المهادنة
وهذه الطريقة يبدو انها المفضلة حاليا وخير دليل على ذلك السلوك ورد الفعل الروسي
المهادن للعلاقة المتوترة مع الكافييد، ولهذا فان توجه النشطاء الشراكسة نحو
السيطرة على هذه المؤسسات افضل بكثير من المحاولات اليائسة الفردية التي نشاهدها
بين فينة واخرى فلا الرسائل المطالبة بالاعتراف بالابادة الجماعية الشركسية ولا
المؤتمرات الخارجية احدثت اي تغير على الموقف الروسي ، وعلى العكس قد يظهر تمسك
هؤلاء النشطاء بتصرفاتهم الحالية عدم قدرتهم على اقناع ابناء جلدتهم بافكارهم وهذا
سيزيد من صلابة الموقف الروسي لان قيام حفنة من الاشخاص لا يمثلون اي هيئة او
مؤسسة شركسية حقيقة موجودة على ارض الواقع بالحديث عن القضايا الشركسية سيسهل من
المهمة الروسية في تفنيد ادعاءاتهم وهذا ما يجري حالياً، مع العلم ان ما قام به
اعضاء الجمعية الشركسية العالمية ورئيسها من جولات في عواصم المهجر الشركسي مؤخرا ليس
من اجل المحافظة عليها بل من اجل المحافظة على مصالحهم الشخصية وخوفا من فقدان هذه
المنظمة التي تشكل لهم مصدراً للرزق والسلطة.
ولا يفهم من هذا الحديث على انه محاولة
للدفاع عن الجمعية الشركسية العالمية فهذه المنظمة من الناحية "القومية"
سقطت بامتياز وهي مشلولة الحركة ولكنها ليست السبب في ذلك بل الاشخاص المسيطرين
عليها هم جعلوها كذلك فاننا هنا امام مشكلة (سلوك افراد) وليس الية عمل الجمعية
الشركسية العالمية وهي تبقى سلاح ذو حدين كما ذكر سابقا ، ان الجمعية الشركسية
العالمية اقترفت "الخطيئة" الاولى عندما اعلن المسيطرون عليها من اصدقاء
الكرملين من الشراكسة في بداية القرن
الحالي تركها للعمل السياسي، وهنا كانت بداية الفشل لها لان المصالح الشركسية
مرتبطة بالقضية الشركسية التي هي قضية تحتاج الى العمل السياسي لتحقيق غاياتها
واهدافها، ولذا فان قيام النشطاء الشراكسة بالدخول في معترك انتزاع السيطرة على
الجمعيات والمنظمات المكونة لهذه الجمعية الشركسية العالمية تبدو من الخطوات ذات
المفعول الاقوى والحقيقي على ارض الواقع، ومن الناحية المنطقية والواقعية فان تمكن
النشطاء الشراكسة من اقناع الراي العام الشركسي بتواجهاتهم وسيطرتهم على جمعيات
رسمية يكونوا فيها هم الممثليين عن الاف الشراكسة افضل بكثير من الرسائل
والمؤتمرات والوقفات التي تضم بضع عشرات او حتى مئات ولا تندرج تحت اي هيئة او
منظمة او كيان حقيقي له قيمة او شخصية اعتبارية، بل ان اصرار عدد من النشطاء
الشراكسة على المضي لوحدهم في اتجاه بعيد عن تصرفات المنظمات والجمعيات الشركسية
الرسمية والمعترف بها واعتبارها لا تمثل المصالح الشركسية وعدم رغبتهم في التوجه
لهذه الجمعيات والمنظمات ومحاولة نشر افكارهم من خلالها، هو اعتراف بعدم قدرة
هؤلاء على التأثير على الراي العام الشركسي في المهجر وانهم فعلا كما تراهم موسكو
"اقلية ضئيلة جداً" يتم استغلالهم من قبل الغرب ضد روسيا ، اي انه لا بد
من الحصول على "شرعية" الحديث حتى يكون هناك حضور شرعي في المحافل
الدولي لا يمكن للدولة الروسية الانتقاص منه بسهولة كما يحدث الان، والاغرب من ذلك
عدم رغبة العديد من النشطاء الشراكسة بان تكون مرجعيتهم المنظمات القومية في
القفقاس بل تراهم يعتبرون انفسهم "النخبة" التي تعرف مصالح الشعب
الشركسي على رغم من انهم لا يتعدون عشرات الاشخاص وبلا منظمة او هيئة ينطون تحتها
، فقط مجموعة اشخاص لا يعرف من اوكل لهم واعطاهم شريعة الحديث نيابة عن الشراكسة
في المهجر، وما يزيد الطينة بلة وجود تيار شركسي مقابل ينتقد نشاطاتهم واعمالهم
ويعارضها، بصورة تسهل على الجانب الروسي اظهار الشعب الشركسي على انه شعب مقطع
الاوصال لا يعرف ماذا يريد ويتم استغلال بعض ابناءه في مؤمرات دولية خاسرة حسب
الرواية الروسية. ان النشطاء الشراكسة الذين نشاهدهم اليوم في معظمهم يحملون
غايات نبيلة وهم يريدون خدمة قضيتهم يدفعهم لذلك عاطفتهم ، ولكن هذا الامر لا ينفع
في القضايا السياسية مثل القضية الشركسية، ليس من المنطقي ان ترسل رسائل الى حكومات
دول من قبل مجموعة من العشرات تحت مسمى النشطاء الشراكسة تطالب بالاعتراف بالابادة الجماعية بينما توجد منظمات
وجمعيات شركسية رسمية تضم الالاف ومسجلة على ارض الواقع تتمتع بعلاقات اكثر من حسنة
مع الجانب الروسي، التفكير الواقعي يقول بان على هؤلاء النشطاء ان يعودا الى ابناء
شعبهم وان يخوضوا انتخابات تلك الجمعيات والمنظمات ويحققوا النصر او على اقل تقدير
يصبح لديهم حضور فيها ومن ثم التوجه لاستكمال مشروعهم القومي، على هؤلاء ان يعرفوا
بان روسيا ليست من دول العالم الثالث وانهم لن يدخلوا القفقاس على صهوة دبابات الناتو
هذا الامر ليس واقعي ولن يتحقق، ان خطورة استمرار هؤلاء النشطاء على نهجهم يكمن في
ان الكثير من القوميين الشراكسة داخل الوطن قد اندفعوا خلف حلم الدعم والتدخل الدولي
واصبحوا محاربين من قبل الشراكسة في الوطن قبل السلطات الروسية ذاتها علينا ان نعي
ان الشراكسة في القفقاس قد تأثروا بالواقع الروسي وهم لا يستسيغ الكثير منهم التواجد
او الدعم الغربي للقضية الشركسية .
على الجميع استيعاب امر بسيط للغاية ان
المنظمات والجمعيات الشركسية في المهجر عليها ان تستمد مرجعيتها من مثيلات لها
داخل الدولة الروسية والا فان القوانين الروسية جاهزة للاطباق على نشاطاتها، وابسط
مثال على ذلك ما ذكر سابقاً عن قيام السلطات
الروسية باعتقال رئيس منظمة الكونغرس القبرديني السيد روسلان كيشيف اثناء محاولته
التوجهه للقاء رئيس وفد الكافييد ولمدة يومين اي ريثما تنتهي زيارة الوفد الشركسي،
وهنا يظهر التساؤل لماذا قامت السلطات الروسية بذلك؟! ان الاجابة بسيطة ايضا ان
السيد روسلان كيشيف احد رموز العمل القومي الحالي في القفقاس(مع التحفظ على بعض
افكاره) وقيامه بمقابلة السيد يشار اصلانكايا رئيس الكافييد المعروف بميوله
القومية سيؤدي الى نتائج وخيمة ففي حال ظهور تعاون بين الطرفين فان هذا يعني تزويد
الطرف الشركسي في المهجر التركي بمعلومات قيمة وصورة واضحة عن الواقع الشركسي في
القفقاس وقد تتطور العلاقة ليقوم رئيس الكافييد بطرح عدة مواضيع قومية هامة في
اجتماعات الجمعية الشركسية العالمية او في المحافل الدولية، وهنا يظهر الخوف
والهلع الروسي ، منظمة الكافييد لا يمكن اعتبارها منظمة خارجية غريبة ليتم تطبيق
قوانين مكافحة الارهاب بحقها (مع ان في روسيا كل شيء جائز وغير مستحيل)وبحق من
يتعامل معها فهي كما ذكر سابقا عضو في منظمة روسية معترف بها من قبل الدولة
الروسية بل ومقرها روسيا (الجمعية الشركسية العالمية) وهنا تظهر اهمية وخطورة
استعادة الجمعية الشركسية العالمية من قبل القوميين الشراكسة على الدولة الروسية،
بالمقابل لو فرضنا جدلا قيام السيد روسلان كيشيف بلقاء بعض النشطاء الشراكسة
العابرين للقارات من هواة التوقيع على الرسائل فانها ستسمح له بذلك بكل سرور وسيتم
بعدها توجيه تهمة التخابر مع جهات اجنبية ارهابية تريد الشر بالدولة الروسية له
ويزج بالسجن بشكل قانوني !!
خلاصة القول ان انهيار الجمعية الشركسية العالمية وانشاء منظمة بديلة عنها في المهجر سيخدم
الجانب الروسي لان الستار الحديدي المقام حاليا لن يسمح باي تاثير خارجي ، قد تنجح
هذه المنظمة الشركسية مستقبلا ولكن في ظل الظروف الحالية فان فقدان الجمعية
الشركسية العالمية وبايدي شركسية يمكن اعتباره نوع من الغباء والجهل السياسي
وسيفقد الشعب الشركسي هامش واسع للمناورة، ان البديل عن الجمعية الشركسية العالمية
هو انتزاعها وصلاحياتها الحالية من براثن اصدقاء الكرملين من الشراكسة واعادتها الى
القوميين والجميل في الامر بان موضوع الاستعادة هذا هو بايدي الشراكسة قبل غيرهم
لذلك فهو يعطيهم الافضلية لتحقيقه.
هذه الاوراق
مجربة تاريخياً واليوم تكاد الاقليات في الفدرالية الروسية تتشارك في حالة الحنق
والغضب من السياسات الداخلية للكرملين الذي يسير نحو الخطأ "الاعظم"
الذي ارتكب ابان الحقبة السوفيتية وهو محاولة " طغيان العنصر السلافي"
ان هذا العنصر لعب دورا كبيرا في انهيار الاتحاد السوفييتي، وساعده في ذلك عدم قدرة
النظام السوفييتي الشمولي المركزي، على التعامل مع هذا التنوع القومي والثقافي بشكل
جيد وعادل، وهذا ما يتكرر في يومنا هذا، حالات عديدة من المناوشات وقعت وسيقع
المزيد منها بين السلطات في موسكو والجمهوريات والاقاليم ذات الطابع القومي ففي
العام الماضي منعت السلطات الروسية مندوبين عن الياقوتيون وغيرهم من السفر الى
مدينة نيويورك للمشاركة في مؤتمر الشعوب الغير الممثلة في الامم المتحدة، كما قام
اقليم أستراخان في العام الماضي وعلى موقعه الرسمي بالاعلان من قبل قادته ولمدة ثلاث
ساعات عن إنفصال الاقليم عن الفيدرالية الروسية وتشكيل جمهورية شعوب الفولغا السفلى
المستقلة، بينما تخوض جمهورية بورياتيا مواجهة شديدة لمنع إقامة نصب تذكاري تكريما
للقوزاق في اراضيها، هذه الاحداث تكاد تتشابه مع العديد من الحوادث التي يتعرض لها
الشعب الشركسي حاليا، ولذلك فان فرصة انشاء تحالفات وربط مصالح مع القوى القومية
الاخرى في الفدرالية الروسية يشكل ورقة ضغط اكثر من ممتازة حالياً.
ولا يخفى على المتابع للحياة السياسية في
روسيا الدور الهام التي تلعبه القوميات الجميع يتذكر كيف كانت حرب الشيشان الثانية
ورقة النجاح للرئيس الحالي فلاديمير بوتين الذي لم يكن معروفا للروس انذاك مطلقا
ولكن الحرب الشيشانية ساهمت في ارساء اسس نجاحه الحالي، والجميع يتذكر عامل الخوف
من استقلال القفقاس وما يتبعه من استقلال بقية الجهوريات في تمزيق وحدة الدولة
الروسية ذلك العامل الذي اعتبر من اكثر العوامل توظيفياً في سياسة القيادة الروسية
الحالية، لقد عادت الاقليات القومية لتلعب دور هام على صعيد الصراع في الدولة الروسية
سواء كان داخلي ام خارجي، موسكو اوجدت ما يسمى" حماية حقوق الاقليات"
لتقوم بتبرير تدخلها في الدول السوفيتية السابقة وابرز مثال على ذلك اوكرانيا بحجة
حماية حقوق الاقلية الروسية في اوكرانيا والتي تم تمزيقها واقتطاع اجزاء من
اراضيها، هذه السياسة الروسية "الجديدة" فتحت الباب للعديد من التساؤلات
من قبل الاقليات القومية في الدولة الروسية حول حقوقها، فمثلا تسعى الدولة الروسية
الى احلال وتقوية اللغة الروسية على حساب اللغات القومية الاخرى ولكنها في خضم
دفاعها عن الناطقين باللغة الروسية في اوكرانيا تطالب باعادة تطبيق قانون
اللغات الذي كان على زمن الرئيس الاوكراني
فكتور يانكوفتيش الموالي لموسكو، هذا القانون ينص على اعتبار اللغة الروسية اللغة
الثانية في اي مقاطعة او اقليم اوكراني يمثل الروس نسبة 20% من سكانها وان يتم
اتخاذ الاجراءات الكفيلة باستخدام هذه اللغة في الدوائر الحكومية وتدريسها في
المدارس والمعاهد والكليات الحكومية وهذا الامر يتناقض مع السياسة الروسية داخل
اراضيها وبحق القوميات المكونة لها، كما ان الفارق الشاسع بالحقوق التي كان يتمتع
بها تتار القرم ايام حكومة كييف ، جعل الاقليات القومية في روسيا وخاصة التتار
يتحركون من اجل استغلال هذه السياسات الروسية لصالحهم من خلال مطالبة موسكو بتطبيق
"مطالب الاقليات الروسي في الفضاء السوفيتي السابق" على الاقليات
القومية المكونة للدولة الروسية قبل غيرهم وعدم الكيل بمكيالين ، وهذا ما يحدث
حالياً في التقارب بين القومية التترية في القرم وجمهورية تتارستان و الذي توج
بالمؤتمر العالمي للتتار الذي استضافته تركيا هذا العام، والذي كان احد اسباب
تراجع موسكو في موقفها المرتبط بالقضية الارمنية والذي اغضب الحكومة التركية،
ولهذا فانه يمكن تصور لو عاد السياسيين الشراكسة الى اوراقهم"القديمة"
وقاموا بايجاد نوع من تحالف بينهم وبين بقية الاقليات القومية في الدولة الروسية
تكون القومية التترية راس حربته كيف سيكون رد الفعل الروسي الذي بالتأكيد لن يكون
عنيفاً على اقل تقدير لانه لا يرغب باظهار اهم نقطة ضعف لديه امام الغرب او
(خاصرتها الضعيفة) خاصة وهو يخوض مواجهة حامية الوطيس معه في اكثر من جبهة، وتعود
الذاكرة الى التسعينات القرن الماضي عندما تمكن الشراكسة خاصة في جمهورية الاديغية
من ايجاد نوع من التفاهمات بينهم وبين القيادات السياسية في جمهورية تتارستان
لدرجة ان موسكو كانت اكثر من سعيدة عندما فشل قطبي هذا التعاون (الشركسي بقيادة
رئيس جمهورية الاديغية انذاك اصلان جاريموف- التتري بقيادة رئيس جمهورية تتارستان
مينتمر شايميف) من الانتصار في الانتخابات الرئاسية عام 2002 والذين تمكنوا من
انتزاع الكثير من الصلاحيات لصالح جمهورياتهم.
ان ابتعاد الشراكسة عن الانخراط في الحياة
السياسية في الدولة الروسية وعدم ايجاد تنسيق او علاقات او تحالفات مع النخب
السياسية الموجودة في البيت الروسي ادى الى ضعف قوتهم السياسية التي كانوا يتمتعوا
بها سابقا ، وقدرتهم على المناورة والمقاومة لسنوات طويلة كان الشراكسة قادرين على
ان يكونوا رقم صعب في المعادلة السياسية القومية للاقليات في الدولة الروسية،
نستذكر كيف قام الشراكسة باستغلال توجهات القيادة الروسية نحو دمج المناطق مع
بعضها ومحاولات موسكو لضم جمهورية الاديغية الى مقاطعة كراسنودار ، وقتها اكد
الشراكسة بانهم مع توجهات موسكو في دمج المناطق مع بعضها البعض وانهم يطالبون بذلك
ولكن بدمج المناطق الشركسية مع بعضها او جمهورية الاديغية مع المناطق الشركسية على
البحر الاسود(الشابسوغ) لقد كان هناك اثر قوي ومحرج لدى السلطات الروسية من قبل
هذه التكتيك الشركسي الذي ترافق مع مناورات اخرى، ضمنت ولو نسبياً بقاء الجمهورية
وعدم حلها.
ولكن اليوم يفتقر الشراكسة لمثل هذه
التكتيكات السياسية فهم يعارضون اليوم انشاء فرق الامن القوزاقية التطوعية التي سوف
تقوم بتسيير دوريات لها في اراضي جمهورية الاديغية لانها تمثل اهانة للشعب الشركسي
نظرا للدور القوزاقي في احتلال القفقاس ، ويرونها استفزاز صريح لمشاعرهم وقوميتهم
، ان هذه الفرق لا تسمح سوى للقوزاق للانضمام لها وتقوم الحكومة الروسية بتحمل
كافة تكاليفها، هي مليشيا مسلحة لا تخضع للقوانين بشكل كامل وبالتالي فهي تشكل
خطرا على الامن والسلم الاهلي في الجمهورية وبحجة مكافحة الارهاب تم ايجادها في
مقاطعة كراسنودار ، الشراكسة وكما يرى احد المحللين الروس هم "قومية
ممتازة" حالياً لانهم لا يجيدون سوى لغة الشكوى فهم يعترضون ويشجبون وينتقدون
لكنهم لا يجرؤون على الاتيان باي فعل على ارض الواقع سواء كان سياسي او غيره، الشراكسة
ينسون ان الحجة التاريخية في انشاء فرق القوزاق تتوفر لهم هم ايضاً، وتتمثل في
وجود ما كان يسمى بـ" فوج القبردي" وهو احد قطاعات الجيش الروسي الذي
شارك في الكثير من الحروب هذا الفوج كان معظمه من الشراكسة وهناك من غير الشراكسة
فيه، (وبعيدا عن العواطف الضعيفة والشعارات الغير واقعية ) فان مطالبة الشراكسة
باحياء هذا الفوج على غرار فرق القوزاق هو حجة منطقية وواقعية و بحجة مكافحة الارهاب في المناطق الشركسية
(جمهوريات القبردي وشركيسك والاديغية) مع العلم بان هذا الفوج هو احد التشكيلات
العسكرية المسلحة التاريخية في الجيش الروسي وبالتالي فانه من غير المنطقي
الاعتراض عليه من قبل السلطات الروسية باعتباره تشكيل موالي لها، قد تكون هذه فرصة
لا تعوض ليتمكن الشراكسة من ايجاد قوة عسكرية خاصة بهم صحيح انها موالية بالكامل
للدولة الروسية ولكن على اقل تقدير تبقى طوق نجاة موازي للفرق القوزاقية وعامل
يساعد على ابطال الحجة الروسية في مكافحة الارهاب بل ويظهر جاهزية الشراكسة
للمشاركة في ضبط امور مناطقهم وحسب توجهات الدولة الروسية، وقد تكون هذه القوة
عامل حاسم في حال تبدلت الاحوال في الدولة الروسية بعد عشرات السنين، بالاضافة الى
تعزيز مفهوم الفخر القومي الشركسي بوجود كيان شبه مسلح ينتموا اليه، طبعا هذا
الامر لا يخلو من الانتقادات الموجهة من الجهات "التنظيرية" وهم لا
يعرفون بانهم يضيعون فرص تاريخية على ابناء شعبهم بتصرفات تقع تحت بند الغباء
والجهل السياسي، ولا بد من القول ان على الشراكسة البدء في التفكير ملياً بايجاد
قوة عسكرية لهم خاصة على ارض وطنهم لايجاد ثقل سياسي لهم في منظومة الدولة الروسية
لان ظروف المهجر هي اكثر من مفزعة والسيناريو الذي قد يدفع الشراكسة الى التفكير
بهذا الامر ولكن بعد فوات الاوان هو ما يجري حاليا في الجمهورية العربية السورية ،
مع اقتراب تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) لتخوم محافظة حمص وغيرها من المحافظات
السورية التي تضم تجمعات وقرى للشراكسة فان السؤال المفزع كيف سيعامل الشراكسة من
قبل هذا التنظيم الارهابي ؟ هل سيتمكن الشراكسة في سوريا من تنظيم قوة عسكرية (كما
حصل مع وحدات حماية الشعب الكردي) لمواجهة داعش في حال قررت الاخيرة الاعتداء
عليهم وقتل رجالهم وسبي نساءهم ؟! وفي حال فرارهم الى اين سيذهبون ؟! الى اعالي
البحار ومن ثم اوروبا ؟! او الى وطنهم التاريخي ؟!!، اضافة الى كل هذا تتنامى في
روسيا الحركات الشبابية الشبيهه بالمليشيات والتي تتلقى دعم السلطات مثل حركة
"ناشي" و"الحرس الفتي"، وهذا الامر يحتم على الشراكسة التفكير
مليا بامتلاك القوةالعسكرية للدفاع عن حقوقهم ووجودهم دون الارتكان الى القوانين
والاعراف الدولية التي اظهرت انها مع الجانب القوي فقط لا غير.
هذا التساؤل المفزع يفتح الباب على مصرعية
للحديث عن عديد الفرص التي ضاعت من الشراكسة بسبب الاندفاع الغير المبرر نحو مطالب
لا تتناسب مع الواقع الحالي وما يمتلكه الشراكسة من اوراق ضغط ، هناك تحولات مهمة
اليوم تجري في روسيا منها اعادة انتخاب زعماء ورؤوساء الجمهوريات والاقاليم المكونة
للدولة الروسية وهذه العودة كانت ناتجة عن ظروف تتعلق بالداخل الروسي ، فلو ان
القوى الشركسية سواء في المهجر او القفقاس حاليا تمتلك عقلية سياسية قومية سليمة
لسارعت الى المطالبة باعادة العمل بالاتفاقيات الموقعة بين الفدرالية الروسية
والجمهوريات الشركسية خاصة جمهورية الاديغية فعلى سبيل المثال المادة العاشرة من
دستور جمهورية الاديغية تنص على " يحق لكافة المنحدرين من اصول
الاديغية(الشركس) والذين يعيشون في دول مختلفة خارج الاديغية العودة والحصول على الجنسية" هذه المادة
لو انها حيز التطبيق مع القرار رقم 690 الصادر في 3 يوليو 1998 بشأن الإجراءات العاجلة
في دعم حكومي لإعادة توطين الأديغا (الشراكسة) من مقاطعة كوسوفو لكانت مشاكل الشعب
الشركسي فيما يتعلق بموضوع العودة قد حل قسم كبير منها ولكن الاصرار الشركسي نحو
المطالب الاخرى عقد مهمة ايجاد حلول
للقضية الشركسية بالطبع لا يعني هذا القول ان المطالب المتمثلة بالاعتراف بالابادة
الجماعية يجب تاجيلها او عدم الخوض فيها الان هذا المطلب هو جوهر القومية الشركسية
ومن ينكره ويعتبره مطلب معيق فهو "عاق" بالقومية الشركسية وبعيد عنها كل
البعد، ان العمل السياسي يقتضي طرح مطالب وفتح الباب للبدائل وذلك حسب هامش
المناورة السياسية الموجودة وفي الحالة الشركسية فان الهامش ضيق ولذلك فانه لا بد
من التمسك بمطلب الاعتراف الابادة الجماعية ولكن يجب عرض بدائل تكون متعلقة بهذا
المطلب وتشكل جزءاً منه ، فلو انه يوجد ارتباط وتنسيق قوي بين القوى الشركسية في
الداخل والخارج لتمكنوا من اقناع روسيا باعادة العمل بدساتير الجمهوريات الشركسية
مقابل اعادة الحديث بمطلب الاعتراف بالابادة الجماعية وكان الشراكسة قد حققوا
الكثير من انجازات العودة.
ويظهر السؤال التالي اذا كانت التحالفات مع القوة القومية الاخرى في روسيا
والانخراط في الحياة السياسية والجمعية الشركسية العالمية ومجموعة القرارات التي
تخدم القضية الشركسية كلها متوفرة ومجربة سابقاً لماذا لا يقوم الشراكسة
باستخدامها مرة اخرى لتحقيق مطالبهم ؟؟!! ما الذي يمنع من ذلك ؟ اذا كانت قد نجحت
سابقاً فلماذا لا يتم اعادة استخدامها؟ وهل تم نسيانها وهناك حاجة للتذكير
بها؟؟يمكن القول ان هذه الاوراق كلها والادوات اوجدها العمل السياسي القومي
الشركسي ولكنها تشهد حاليا مشكلة في ما يمكن تسميته"المنفذين" اي من
يصلح او قادر على تنفيذ هذه السياسات" وهذا الحديث يقودنا الى موضوع هام
ويعتبر مفتاح الحلول للمشاكل الشركسية سواء المتعلقة بالقضية الشركسية او حتى تلك
المهتمة بوضع المجتمعات الشركسية في المهجر بعيدا عن هذه القضية، الا وهو مفهوم
القيادة لدى الشعب الشركسي.
ان احد اسباب ضعف منظومة العمل القومي
السياسي الشركسي في القفقاس يعود الى اقتناع عدد من القوميين الشراكسة بانهم
سيحصلون على الدعم الخارجي من النشطاء الشراكسة في المهجر من خلال الغرب، وهذه
القناعة ادت الى نتائج في غاية الخطورة وافقدت العمل السياسي القومي الشركسي
الكثير من التأييد والمساندة، لانه وفي نظر معظم الشعب الروسي بل ونسبة كبيرة جدا
من شراكسة القفقاس ان كل من يوكل امره للغرب هو شخص لا يستحق الثقة او العمل معه
هذه النظرة التي تمقت الغرب لا بد من النشطاء الشراكسة في المهجر تفهمها ، ليس من
مصلحة الشراكسة في الدولة الروسية ان ينظر لهم على انهم عملاء هذا الامر
الشراكسة انفسهم لن يقبلوا به وكما ذكرنا
سابقا على النشطاء الشراكسة في المهجر ان يفهموا بان هذه هي روسيا وليست دولة من
دول العالم الثالث هي ليست العراق ولا انتم المعارضة العراقية، ان حل او معالجة
القضية الشركسية لا يمكن ان يحدث الا من خلال الدولة الروسية شئنا ام ابينا.
الامتحان القريب
في اجتماع الجمعية الشركسية العالمية المقبل
في 19 ايلول الجاري من العام 2015 على الشراكسة ان يدركوا بان المشكلة ليست في
الجمعية الشركسية العالمية بل في الاشخاص المسيطرين عليها ، مشكلة الزعامة هي
الفيصل في هذا الاجتماع، ان القيام بالتوجه نحو اناطة رئاسة الجمعية بشخصية شركسية
سياسية مخضرمة عارفة بالشأن الروسي سيكون انجاز اكثر من رائع وتبرز هنا اسماء
سابقة لعدد من السياسيين الشراكسة الذين تم طرح اسماءهم لكن لم يوافق عليهم بسبب
الخوف من توجهاتهم القومية من امثال السيد اصلان جاريموف الرئيس السابق لجمهورية
الاديغية والسيد فياتشيسلاف ديريف عضو المجلس الاعلى في الدوما ، اصلان جاريموف
سياسي ذكي وحذق وتكفي الاشارة الى تصريحاته الذكية اثناء حضوره مهرجان يوم
العائدين في العام 2009 عندما القى كلمة استعرض فيها عودة شراكسة كوسوفو الى ارض الوطن
الام ابان فترة رئاسته مشيراً الى ان هذا الامر ما كان ليتم لولا دعم الحكومة الفدرالية
الروسية للموضوع، وان روسيا قد دعمت من حضورها على الساحة الدولية واكتسبت تقدير واحترام
دول العالم لقيامها بهذا العمل، خاصة ان قرار عودة شراكسة كوسوفو كان قد نفذ من نفس
أولئك الذين قاموا بطردهم وتهجيرهم سابقاً من ارضهم، ويلاحظ من
كلمته مدى تمتعه بفكر سياسي سليم فلقد اثنى على التحرك الروسي اثناء ازمة شراكسة كوسوفو
الا انه اشار الى الفوائد الجمة التي حصلت عليها موسكو في المقابل ، فلقد حظيت وقتها
باحترام وتقدير دولي واسع سواء من الغرب او الشرق،وهو امر تلهث وراءه حالياُ، و ذكر
بشكل غير مباشر ان ما قمت به موسكو في قضية شراكسة كوسوفو هو اقل ما يمكن عمله من قبل
من قام بتهجير وطرد الشراكسة الى خارج وطنهم الام اصلاً في اشارة واضحة الى ان الروس
عليهم تحمل مسئولية ما اقترفته ايديهم بحق الشراكسة وانهم الجهة المعنية الاولى في
العمل لايجاد حل للقضية الشركسية، هذه الشخصيات التي يحتاجها الشعب الشركسي في
ايامنا الحالية ، اما السيد فياتشيسلاف ديريف
فهو رمز من رموز القيادات الشركسية في جمهورية تشركيسك وكان على الدوام يشكل
تحدياً وتهديداً للتحالف الروسي مع ابناء الاقلية الطورانية القرشاي ضد ابناء
الشعب الشركسي على ارض وطنهم، ان السماح
بانهيار الجمعية الشركسية في الوقت الحالي على امل ايجاد منظمة بديلة لها في
المهجر سيكون بمثابة "انتحار سياسي" للشراكسة.
في
النهاية تبقى المشكلة الشركسية الحالية تتمثل في مفهوم الزعامة ويلاحظ ان الدولة
الروسية ودول المهجر ترفض وتحارب وجود زعيم شركسي او قيادة شركسية ، لان ذلك يعني
عودة الفارس الشركسي الى حصانه وسيفه وبالتالي الويل كل الويل لمن يجرؤ على
الاقتراب منه.
ملاحظة المدونة : هذه المقالة للباحث في الشأن الشركسي علي محمد كشت صاحب رسالة الماجستير في العلوم السياسية بعنوان الصراع الداخلي في منطقة شمال القفقاس الشركسية دراسة وتحليل (1991-2007) وهي لاتعبر بالضرورة عن رأي المدونة.