العرس الذي يقام للعروسين يجري حسب الأعراف ، والعادات الشركسية الجميلة السائدة في المجتمع الشركسي ، والتي اشتهر بها الشراكسة ، وامتاوزا بها عن غيرهم من الشعوب ، والقوميات الأخرى . يكون عريف الحفلة في وسط الساحة التي يدور فيها العرس ، وتقف الفتيات في صف واحد في مكان يليق بهن بحلبة الرقص ، وكل حسب سنه ، ويؤخذ الشبان أماكنهم يتقدمهم الكبار في السن الذين يقفون في صدر الساحة ، وكما جرت العادة منذ أقدم العصور التاريخية .
إلا أن تفاعل المجتمع الشركسي مع المجتمعات
الأخرى ، وحياته معهم في مكان ، أو موطن واحد ، لا بد من تحدث فيه تغييرات مع
توالي مئات العقود ، وعشرات القرون . وبسبب ذلك أخذ يحدث بعض التبدل في شكل ،
وملامح العرس الشركسي في السنوات الأخيرة ، ففقد شيئا من صفاته ، ومزاياه ، ودخلت
فيه خصائص ، ومزايا فنون ، وعادات الشعوب الأخرى بغض النظر عن ايجابيتها ،
أو سلبيتها ، فصرت ترى أحيانا في العرس الشركسي إضافة إلى الرقصات الشركسية
رقصات شعوب أخرى ، وتسمع أيضا أغنياتهم ، ومن حيث ألبسة الفتيات فهي عصرية ،
وفاضحة ، وبعيدة كل البعد عن الزي القومي الشركسي الذي يتسم بالحشمة ، والحسن ،
والأناقة . ومما يؤسف له أن لغتهم الأم ، والتي يتواصلون ، ويتحدثون بها قد شابتها
كلمات ، وعبارات لغات شعوب ، وقوميات مغايرة . في الثاني والعشرين من شهر
شباط الجاري سيقام مهرجان في قرية " داخُو َ " أطلق عليه اسم " لاغُوَ ناقه ، والشعوب التي
تعيش بجمهورية الأديغي بعز ، وكرامة
" ، وفيه ستعاد إلى ذاكرة
الناس كيفية إقامة العرس الشركسي ، والعادات ، والأعراف التي كانت تراعى فيه سيتم
عرضها ، وبيانها للناس . سيشارك في تنظيمه ، وإقامته طلبة جامعة العلوم التكنولوجية
بمدينة مايكوب ، وممثلو ، وممثلات المسرح القومي الشركسي ، ومركز كوفورينك ، وعدد
من المهتمين بالعمل الإبداعي . وسيتحدثون في المهرجان عن جبل لاغو ــ ناقه ، وسبب تسمية هذا الجبل العالي ، والشامخ
بهذا الإسم ، وستروى لهم قصة الحب التي وقعت مابين ابنة الأمير الشركسي المتعجرف ،
والمتعالي ذات العيون السوداء ناقة ، وراعي البقر لاغو ، وكيف تم زواجهما ، وبعدها سيدعى الضيوف ،
وكافة المشاركين في هذا المهرجان لحضور العرس الشركسي الذي سيجري حسب الأصول ،
وكما كان يجري في أقدم العصور . وفي البيت الشركسي سيقام العرس السار ، والبهيج .
يقول منظمو المهرجان ." سيبدأ المهرجان اعتبارا من
الساعة العاشرة صباحا ، وسيستمر حتى الرابعة بعد الظهر " . وقد دعي إليه كل من يرغب في مشاهدته . إضافة لكل ماتقدم ستعرض
أيضا بعض الأعمال اليدوية الجميلة ، وستقدم ألعاب ، وأعراس للأطفال . وسيقام عرض
للأزياء القومية الشركسية ، وللأزياء ، والموديلات العصرية ، وستقدم ، وستباع أفضل
، وأشهى الأطعمة الشركسية ، وسيغنون ، ويرقصون ، ويستمعون إلى الألحان ، والأغنيات
الشركسية الجميلة ،والرائعة .أخبرتنا لجنة المرافق والإستجمام ، والشؤون السياحية
في الجمهورية أنه ولمرة مرة ينظم مهرجان كهذا بجمهورية الأديغي ، ويتوقع أن
يحظى المهرجان بإعجاب جميع المشاهدين ، والضيوف ، وستنظم مهرجانات شعبية ، وقومية
مماثله في السنوات المقبلة ، والتي تعرفك بأصول ، وجذور ثقافتنا القومية ،
وتسهم في تعريف ناشئتنا على سلوكيات ، ومفاهيم ، وقيم آبائنا ، وأجدادنا . كما
سيتطلع ضيوف الجمهورية ، وزوارها على المسار التاريخي لجمهورية الأديغي ، وتراثها
، والأخبار الطريفة ، والعجيبة التي يلف عالمها . اكرامنا لضيوفنا ، واحترامنا
للكبير ، وتقديرنا له ، وحلاوة مذاق أطعمتنا كل ذلك سيزيد من رغبة سياح ، وضيوف
جمهوريتنا لحضور مهرجاناتنا ، وزيارة جمهوريتنا .
ــ الكاتبة
الصحفية : أصلان كواشه شاوقو .
ــ الترجمة :
محمد ماهر إسلام .
نقلا عن صحيفة أديغا ماق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق