سبق وتكلمنا في الجزء الاول عن بدايات تكون الابجديات الشركسية المختلفة وتاريخها والمحاولات من بعض علماء اللغويات لإيجاد أبجدية شركسية , وفي هذا الجزء سنلقي الضوء على التسلسل التاريخي للأبجديات التي ظهرت منذ اواسط القرن التاسع عشر .
صحيفة صوت الشركس في بخسان 1918 |
في لندن عام 1854 قام العالم لويفي بوضع أبجدية بالاحرف العربية وأخرى باللاتينية وذلك ضمن القاموس الذي أصدره حينذاك.
في تبيليسي ( جورجيا ) عام 1855 قام العالم الشركسي المصري عمر برسي بوضع أبجدية مستخدما الحرف العربي.
في عام 1908 قام شراكسة تركيا بوضع أبجدية مستخدمين الحرف العربي في اسطنبول وقد أوجدوا ونشروا العديد من الكتب لتعليم اللغة الشركسية بالاضافة لصحيفة ناطقة بأسمهم وكتب الفقه الاسلامي باللغة الشركسية , ومن الصحف الشركسية في تلك الاوقات صحيفة غوازه.
وقد استعملت الابجدية الاخيرة ابتدائا من عام 1912 في العديد من المدارس والمعاهد الدينية في منطقة غرب شركيسيا ( الاديغي ) حيث قام بالتدريس العديد من شراكسة تركيا الذين وفدوا الى شركيسيا , وقد اعتمدت تلك الابجدية رسميا وظهرت العديد من المؤلفات الادبية نذكر منها رواية الاديب الاديغي الشهير جراشا تامبوت ( آرق).
في العام 1910 قام العالم الشركسي المصري محمد كامل خواج بوضع ابجدية مستخدما الحرف العربي والتي استخدمها في اصدار كتاب تعاليم الشركسية بالقاهرة!
صحيفة الحياة الشركسية في مايكوب 1929 |
وبعد ذلك شهدت الابجدية العديد من التغيرات والتطويرات حيث في العام 1918 قام بلانوقه باتكوم بتأليف كتاب تعليم الشركسية بابجدية لاتينية وايضا قام تيم حجي يدجوقه بوضع كتاب تعليم اللغة الشركسية ايضا.
وفي العقد الثاني من القرن العشرين ظهرت فكرة تشكيل أبجدية موحدة للهجات الشركسية وتحديدا في العام 1925 عقد في موسكو مؤتمر لوضع هذه الابجدية وقد شاركت لجان من كافة المناطق الشركسية على ان تكون هذه الابجدية باللاتينية.
وفي ثلاثينيات القرن العشرين أُجبر الشركس كغيرهم من الشعوب الواقعة تحت الحكم السوفيتي الى تغيير الابجدية بحروف كيريلية روسية والتي يستعملها الشركس الى اليوم.
نهاية الجزء الثاني
ناورز بشداتوق ( كتبت هذه المقالة في 03 آب 2003)
المراجع :
كتاب مختارات من أعمال عالم اللغويات الشركسي داوود علي أشحاماف ( باللغة الروسية والمطبوع في مايكوب عام 1997 )
Д. А. АШХАМАФ . ИЗБРАННЫЕ РАБОТЫ МАЙКОП 1997
داود أشحاماف عام 1929 |
هناك تعليقان (2):
تحياتي
بعد أن قرأت المقال عن تاريخ الأبجديه الشركسيه الذي أثمنه، أود أو تعذروني لأن أضيف الأبجديه القديمه وهي الأصل التي كتب بها سلفنا نحن الشراكسه منذ آلآف السنين ما قبل الميلاد، فحروفها غايه في الوضوح حيث تصلح للعوده للكتابة بها كونها الأنسب، فهي تفوق سواها بالسلاسه والشكل فكل حرف فيها له شكل مستقل يمثل مقطع صوتي بلا تعقيدات ما خلق المحدثين من حروف مركبه جراء ضياعها منَّا بسبب ويلات الحروب من قبل المعتدين والطامعين خلقاً ظروف صعبه علينا وعدم الإستقرار والحروف هذه والوثائق التي كتبت بها حفظتها متاحف الغير وللأسف لا نحفظها نحن الشراكسه للآن في متاحنا، وهي تحوي الحروف اللاتينيه جميعها واليونانيه القديمة(الإغريقيه) والحديثه، ولقد ترجمت بنفسي عدة وثائق شركسيه بعد أن بلورتها إستناداً على الحروف الحثيه القديمه، وآمل أن يلغى وتتجاهل أية حروف سواها، وإن حفظت المبتدعه لنا مفردات لغتنا فلها فضل كبير على حفظ لغتنا من الإندثار ولكنها تتباين وغير مناسب إبقاءها بعد الإهتداء إلى حروفنا الأصليه التي كتبت بها الشركسيه قديماً، وآمل أن تتصدر حروفنا الأصلية ووثائقنا القديمه متاحفنا /شكراً
هي لغه قديمه بدأت لغة نطقيةً، محكيةً، مسموعه، أخترع لها حروفها الخاصه بها قديماً، توقف تطورها في غياب الإستدلال على ما كتب به أجدادنا جراء ما أنستنا إياه الحروب والويلات المتتاليه التي ألمت بنا وكذلك أطماع الطامعين بمقدرات الأمة الشركسيه ظروفاً صعبه علينا عدمت الإستقرار، فتوقفت اللغه عن التطوير الذي يجب ان يكون و أكتفي بما إبتدع لنا بعض مفكرينا المحدثين من حروف كتب بها البعض لزمان شاكرين وذلك بقصد المحافظه على اللغه رغم التعقيدات فيها، حيث إبتدعوا حروف عديده ومركبه، دون الرجوع للأصل أو حتى محاولة معرفة أسباب ثراء لغتنا منذ القدم، حيث لوحظ في المبتدع إنتقاصها لتغطية ما يكمل الكتابه فيها كما أن الحروف المركبه فيها تسببت في الإرباك في قراءة المكتوب بها، وهذه على تباينها وتباين الكاتبين بها تم تغييرها مراراً حسب الظروف والمؤثرات المحيطة كونها تنتقص تغطيه وبلورة مفردات لغتنا....فضاع المخزون بها من علوم أو بقيت في الأدراج بطي النسيان،
لغه تحوي 36، 37 شكل حرف مستقل لكل مقطع صوتي وأختزلت بحركات كالضمه والهمزه، والفتحه والكسره والسكون والشدَّه، والتخفيف (الترقيق) والتنوين والمد والترخيم مع توصيف مشترك إعتمده الطابعون، حيث تحولت حروف الكتابة إلى نمط حرفي وسيلة هامة للتعبير عما ينطق ويقوم به الإنسان، فوثَّقت النطق ونقلت الفكر والأحداث، و أثبتت بها الشرائع والديانات، وحقوق الأفراد والمجموعات والعهود والعقود، وأستعملت في الحياه اليوميه في التجاره والحساب..
أتخطى أدباء الشراكسه الكرام الذين أتحفونا بأدبهم بما وضعوا لنا من حروف حديثه كتب بها البعض، كون حروفنا موجوده منذ ألآف السنين ما قبل الميلاد وهي تفوق ما إخترعوا من حروف بأبداعها وسلاسة تعلمها وكتابتها و أن حفظت الحروف المبتدعه لنا مفردات لغتنا، ولها فضل كبير على حفظ لغتنا من الإندثار ولكنها تتباين وغير مناسب إبقاءها بعد الإهتداء إلى حروفنا الأصليه التي كتبت بها الشركسيه قديماً،
والتي نسيت بويلات المآسي الدائمه التي مرت بشعبنا جراء أطماع المحتلين،
الفرد الذكي الذي لم يطلع عليها و لا يعرف الماضي يحاول في الحاضر الوصول إلى المرضي فيجد نفسه يقف عاجزاً أمام ما طرح من حروف مبتدعه ومساجلات فكريه .... لم تصل إلى مستوى ما كتب به أسلافنا أو ما كانوا عليه من تطور ورقي، وهذا لم يكن ليحصل بوجود مجلس لغوي ومؤسسات ثقافيه تخزن علومنا بلغتنا الشركسيه وبحروفنا الأصليه التي عثرنا عليها في المتاحف العالميه،
و لنتدارك الحال لا بد من العوده إليها والكتابه بها كونها أوفت وتوفي النطق حقه، كما أن مكنوز ثقافتنا ووثائقنا القديمه التي تخصنا نحن الشراكسه مكتوبةٌ بها، حيث كتب بها أسلافنا بذكاء ومهاره منذ ألآف السنين ، ونعثر على القليل منها في متاحف الغير، دون أن نراها في متاحفنا للأسف والتي نأمل لأن تعود لتصدرها، أو لأن يشار إليها في متاحفنا أخذاً نسخ أو مصورات عنها،
تكتب بها اليونانيه القديمه (الإغريقيه) والحديثه، واللاتينية التي تنسب لروما القديمه، وكذلك الفاتيكان، حيث أنتقى هؤلاء وآخرين.. ما يكتبوا به من حروف كتب بها أسلافنا قبلهم، حسب تأريخ المؤرخين والعمر الزمني الذي قدره علماء الآثار، وهي دالة على حضاره ورقي أسلافنا حيث تدهشنا نحن وتوجب علينا أن نفخر بهم وبشركسيتنا،
إرسال تعليق