بول غوبل
نافذة على أوراسيا
سياسة فرق تسد التي إتبعها الإتحاد السوفيتي بإتجاه الأمة الشركسية لم تفرقهم في كيانات مختلفة داخل روسيا السوفيتية وحسب, بل جعلت لهم أكثر من أبجدية, وهذا طبعا لإبقاء 500,000 شركسي في القفقاس وملايين في الخارج غير متحدين.
وبعد تفكك الإتحاد السوفيتي بذلت الحكومة الروسية كافة السبل للحيلولة من إتحاد الجمهوريات الشركسية ضمن منطقة إتحادية واحدة تشكل وطنا لهم. ولكن اليوم يقوم الشركس من الجمهوريات والمناطق الأربعة بتحدي موسكو ويطالبون بإيجاد أبجدية موحدة للهجاتهم والتي لطالما إعتبرتها موسكو لغات مختلفة عن بعضها البعض.
وضع وإيجاد أبجدية موحدة ليس بالعمل السهل, ومن المؤكد بأنها ستلقى معارضة موسكو متخوفةً من أن مثل تلك الخطوات ستقوي الشركس وستزيد من عدم الإستقرار في شمال القفقاس, وأيضا الشركس غير متفقين على أي لهجة يجب أن يقع الخيار وإن كانت تلك الخطوة مناسبة للحركة أم لا.
منذ زمن غورباتشوف يتحدث الشركس في شمال القفقاس عن الحاجة الى إيجاد أبجدية مشتركة للمساعدة على تجاوز الإختلافات اللغوية ما بين اللهجات وتعزيز لهجة أدبية موحدة وهذا من شأنه أن يحقق لهم موقف سياسي أفضل. ولكن تلك الجهود سقطت ضحية لوجود خلافات على أي أبجدية يجب أن يقع الإختيار السيريلية الروسية أم لاتينية أم أحرف شركسية قديمة وأيضا اذا كان تغير الأبجدية سيقطع الطريق أمام الأجيال الشركسية الجديدة للحصول على المعلومات من الكتب المتوفرة التي تستخدم الابجدية الحالية وكذلك موسكو وبعض القادة المحليين المتخوفين على مراكزهم.
اليوم تم طرح المسألة مجددا, ففي 19 من حزيران يونيو الجاري 2015 شكلت الجمعية الشركسية العالمية لجنة للخروج ببرنامج لتوحيد الأبجدية الشركسية مستخدمة الأحرف السيريلية فضلا عن مقترح للهجة أدبية موحدة لتقديمها في المؤتمر العاشر للجمعية الشركسية العالمية المنوي عقده في أيلول سبتمبر القادم. http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/264019
أنصار تلك الفكرة متحمسون ويرون بأن أي عقبات يمكن التغلب عليها, بيتر ايفانوف مدير مركز كباردينا بالكاريا للأكاديمية الروسية للعلوم يقول بان تلك الفكرة هي رد فعل طبيعي لشعب صغير يسعى لحماية نفسه من الإنصهار.http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/264071/
بعض الخبراء والنشطاء الشركس مثل خمش تيميج من جامعة القبردي بالقار الحكومية وأصلان بيشتو رئيس المؤتمر القبرديني يقولون انه لا يوجد عقبات لايمكن التغلب عليها لايجاد أبجدية موحدة.
"نحن شعب واحد ولدينا عقلية ونفسية مشتركة ولهذا حان الوقت ليكون لدينا أبجدية موحدة" يتابع ايفانوف.
ولكن المعلق أنزور داور متشكك معلقا بأن موسكو سوف تعمل على منع هذه الخطوة وذلك لخشيتها بان مثل ذلك الأمر قد يؤدي الى وحدة سياسية في شمال القفقاس وتوسيع العلاقات مع الشركس في الخارج.http://onkavkaz.com/news/63-cherkesam-ne-dadut-sozdat-edinyi-alfavit.html
الشركس في الخارج حتما يتوقون الى أبجدية باللاتينية وهذا يعتبر خط أحمر لدى موسكو التي رفضت السماح للتتار إستخدام الابجدية اللاتينية للغتهم والذي قد يؤدي الى توسيع علاقتهم مع تركيا, أما الذين يريدون إعادة الابجدية الشركسية القديمة فذلك أمر قد يكون صعب.
بناءا على ذلك يتابع داور أن كان هنالك أي تغير سوف يحدث فأنه من المؤكد سيتبع قرار الجمعية الشركسية العالمية والتي تسعى لسيناريو باستخدام الحروف السيريلية الروسية للشركس في شمال القفقاس وسيكون مثير للسخرية إستخدام السيناريو الروسي لإستنهاض المشاعر القومية الشركسية.
Window on Eurasia
ملاحظة: الآراء في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي المدونة.
نافذة على أوراسيا
سياسة فرق تسد التي إتبعها الإتحاد السوفيتي بإتجاه الأمة الشركسية لم تفرقهم في كيانات مختلفة داخل روسيا السوفيتية وحسب, بل جعلت لهم أكثر من أبجدية, وهذا طبعا لإبقاء 500,000 شركسي في القفقاس وملايين في الخارج غير متحدين.
وبعد تفكك الإتحاد السوفيتي بذلت الحكومة الروسية كافة السبل للحيلولة من إتحاد الجمهوريات الشركسية ضمن منطقة إتحادية واحدة تشكل وطنا لهم. ولكن اليوم يقوم الشركس من الجمهوريات والمناطق الأربعة بتحدي موسكو ويطالبون بإيجاد أبجدية موحدة للهجاتهم والتي لطالما إعتبرتها موسكو لغات مختلفة عن بعضها البعض.
وضع وإيجاد أبجدية موحدة ليس بالعمل السهل, ومن المؤكد بأنها ستلقى معارضة موسكو متخوفةً من أن مثل تلك الخطوات ستقوي الشركس وستزيد من عدم الإستقرار في شمال القفقاس, وأيضا الشركس غير متفقين على أي لهجة يجب أن يقع الخيار وإن كانت تلك الخطوة مناسبة للحركة أم لا.
منذ زمن غورباتشوف يتحدث الشركس في شمال القفقاس عن الحاجة الى إيجاد أبجدية مشتركة للمساعدة على تجاوز الإختلافات اللغوية ما بين اللهجات وتعزيز لهجة أدبية موحدة وهذا من شأنه أن يحقق لهم موقف سياسي أفضل. ولكن تلك الجهود سقطت ضحية لوجود خلافات على أي أبجدية يجب أن يقع الإختيار السيريلية الروسية أم لاتينية أم أحرف شركسية قديمة وأيضا اذا كان تغير الأبجدية سيقطع الطريق أمام الأجيال الشركسية الجديدة للحصول على المعلومات من الكتب المتوفرة التي تستخدم الابجدية الحالية وكذلك موسكو وبعض القادة المحليين المتخوفين على مراكزهم.
اليوم تم طرح المسألة مجددا, ففي 19 من حزيران يونيو الجاري 2015 شكلت الجمعية الشركسية العالمية لجنة للخروج ببرنامج لتوحيد الأبجدية الشركسية مستخدمة الأحرف السيريلية فضلا عن مقترح للهجة أدبية موحدة لتقديمها في المؤتمر العاشر للجمعية الشركسية العالمية المنوي عقده في أيلول سبتمبر القادم. http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/264019
أنصار تلك الفكرة متحمسون ويرون بأن أي عقبات يمكن التغلب عليها, بيتر ايفانوف مدير مركز كباردينا بالكاريا للأكاديمية الروسية للعلوم يقول بان تلك الفكرة هي رد فعل طبيعي لشعب صغير يسعى لحماية نفسه من الإنصهار.http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/264071/
بعض الخبراء والنشطاء الشركس مثل خمش تيميج من جامعة القبردي بالقار الحكومية وأصلان بيشتو رئيس المؤتمر القبرديني يقولون انه لا يوجد عقبات لايمكن التغلب عليها لايجاد أبجدية موحدة.
"نحن شعب واحد ولدينا عقلية ونفسية مشتركة ولهذا حان الوقت ليكون لدينا أبجدية موحدة" يتابع ايفانوف.
ولكن المعلق أنزور داور متشكك معلقا بأن موسكو سوف تعمل على منع هذه الخطوة وذلك لخشيتها بان مثل ذلك الأمر قد يؤدي الى وحدة سياسية في شمال القفقاس وتوسيع العلاقات مع الشركس في الخارج.http://onkavkaz.com/news/63-cherkesam-ne-dadut-sozdat-edinyi-alfavit.html
الشركس في الخارج حتما يتوقون الى أبجدية باللاتينية وهذا يعتبر خط أحمر لدى موسكو التي رفضت السماح للتتار إستخدام الابجدية اللاتينية للغتهم والذي قد يؤدي الى توسيع علاقتهم مع تركيا, أما الذين يريدون إعادة الابجدية الشركسية القديمة فذلك أمر قد يكون صعب.
بناءا على ذلك يتابع داور أن كان هنالك أي تغير سوف يحدث فأنه من المؤكد سيتبع قرار الجمعية الشركسية العالمية والتي تسعى لسيناريو باستخدام الحروف السيريلية الروسية للشركس في شمال القفقاس وسيكون مثير للسخرية إستخدام السيناريو الروسي لإستنهاض المشاعر القومية الشركسية.
Window on Eurasia
ملاحظة: الآراء في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي المدونة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق